فصل: تفسير الآية رقم (38):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تفسير الجلالين (نسخة منقحة)



.تفسير الآية رقم (38):

{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38)}
{لَكِنَّاْ} أصله (لكن أنا) نقلت حركة الهمزة إلى النون، أو حذفت الهمزة ثم أدغمت النون في مثلها {هُوَ} ضمير الشأن تفسِّره الجملة بعده، والمعنى: أنا أقول {الله رَبِّى لآ أُشْرِكُ بِرَبِّى أَحَدًا}.

.تفسير الآية رقم (39):

{وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا (39)}
{وَلَوْلاَ} هلا {إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ} عند إعجابك بها هذا {مَا شَآءَ الله لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بالله} في الحديث «من أعطي خيراً من أهل أو مال فيقول عند ذلك ما شاء الله لا قوة إلا بالله لم ير فيه مكروهاً» {إِن تَرَنِ أَنَاْ} ضمير فصل بين المفعولين {أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَدًا}.

.تفسير الآية رقم (40):

{فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40)}
{فعسى رَبِّى أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ} جواب الشرط {وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا} جمع (حسبانة) أي صواعق {مِّنَ السمآء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا} أرضاً ملساء لا يثبت عليها قدم.

.تفسير الآية رقم (41):

{أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41)}
{أَوْ يُصْبِحَ مَآؤُهَا غَوْرًا} بمعنى غائراً، عطف على (يرسل)» دون (تصبح) لأن غور الماء لا يتسبب عن الصواعق {فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا} حيلة تدركه بها.

.تفسير الآية رقم (42):

{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42)}
{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ}- بأوجه الضبط السابقة-. مع جنته بالهلاك فهلكت {فَأَصْبَحَ يُقَلّبُ كَفَّيْهِ} ندماً وتحسراً {عَلَى مآ أَنْفَقَ فِيهَا} في عمارة جنته {وَهِىَ خَاوِيَةٌ} ساقطة {على عُرُوشِهَا} دعائمها بأن سقطت ثم سقط الكَرْمُ {وَيَقُولُ يا} للتنبيه {لَيْتَنِى لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّى أَحَدًا}.

.تفسير الآية رقم (43):

{وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43)}
{وَلَمْ تَكُن} بالتاء والياء {لَّهُ فِئَةٌ} جماعة {يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ الله} عند هلاكها {وَمَا كَانَ مُنْتَصِراً} عند هلاكها بنفسه.

.تفسير الآية رقم (44):

{هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}
{هُنَالِكَ} أي يوم القيامة {الولاية} بفتح الواو (النُّصرة)، وبكسرها (المُلك) {لِلَّهِ الحق} بالرفع صفة الولاية، وبالجرّ صفة الجلالة {هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا} من ثواب غيره لو كان يثيب {وَخَيْرٌ عُقْبًا} بضم القاف وسكونها عاقبة للمؤمنين، ونصبهما على التمييز.

.تفسير الآية رقم (45):

{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45)}
{واضرب} صيِّر {لَهُمْ} لقومك {مَّثَلُ الحياة الدنيا} مفعول أول {كَمَآءٍ} مفعول ثان {أَنزَلْنَاهُ مِنَ السمآء فاختلط بِهِ} تكاثف بسبب نزول الماء {نَبَاتُ الأرض} أو امتزج الماء بالنبات فَرَوِيَ وحَسُنَ {فَأَصْبَحَ} صار النبات {هَشِيمًا} يابساً متفرّقة أجزاؤه {تَذْرُوهُ} تنثره وتفرّقه {الرياح} فتذهب به، المعنى: شبَّه الدنيا بنبات حسن فيبس فتكسر ففرّقته الرياح، وفي قراءة {الريح} {وَكَانَ الله على كُلِّ شَئ مُّقْتَدِرًا} قادراً.

.تفسير الآية رقم (46):

{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا (46)}
{المال والبنون زِينَةُ الحياة الدنيا} يتجمل بهما فيها {والباقيات الصالحات} هي: (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)، زاد بعضهم: (ولا حول ولا قوة إلا بالله) {خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً} أي ما يأمله الإِنسان ويرجوه عند الله تعالى.

.تفسير الآية رقم (47):

{وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)}
{وَ} اذكر {يَوْمَ نُسَيِّرُ الجبال} يذهب بها عن وجه الأرض فتصير هباء منبثا. وفي قراءة بالنون وكسر الياء ونصب (الجبال) {وَتَرَى الأرض بَارِزَةً} ظاهرة ليس عليها شيء من جبل ولا غيره {وحشرناهم} المؤمنين والكافرين {فَلَمْ نُغَادِرْ} نترك {مِّنْهُمْ أَحَداً}.

.تفسير الآية رقم (48):

{وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48)}
{وَعُرِضُواْ على رَبِّكَ صَفَّا} حال أي مصطفين كل أمة صفّ ويقال لهم {لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خلقناكم أَوَّلَ مَرَّةٍ} أي فرادى حفاة عراة غُرْلاً، ويقال لمنكري البعث {بَلْ زَعَمْتُمْ أ} مخففة من الثقيلة أي أنه {لَنْ نَّجْعَلَ لَكُمْ مَّوْعِدًا} للبعث.

.تفسير الآية رقم (49):

{وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)}
{وَوُضِعَ الكتاب} كتاب كل امرئ في يمينه من المؤمنين، وفي شماله من الكافرين {فَتَرَى المجرمين} الكافرين {مُشْفِقِينَ} خائفين {مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ} عند معاينتهم ما فيه من السيئات {يَا} للتنبيه {ويْلَتَنَا} هلكتنا وهو مصدر لا فعل له من لفظه {مَالِ هذا الكتاب لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً} من ذنوبنا {إِلاَّ أَحْصَاهَا} عدّها وأثبتها؟ تعجبوا منه في ذلك {وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا} مثبتاً في كتابهم {وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} لا يعاقبه بغير جرم ولا ينقص من ثواب مؤمن.

.تفسير الآية رقم (50):

{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)}
{وَإِذْ} منصوب بـ (اذكر) {قُلْنَا للملائكة اسجدوا لأَدَمَ} سجود انحناء لاوضع جبهة تحية له {فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الجن} قيل: هم نوع من الملائكة، فالاستثناء متصل وقيل هو منقطع و(إبليس) هو أبو الجنّ فله ذرية ذُكِرَت معه بَعْدُ، والملائكة لا ذرّية لهم {فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ} أي خرج عن طاعته بترك السجود {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ} الخطاب لآدم وذرّيته، والهاء في الموضعين لإِبليس {أَوْلِيآءَ مِن دُونِى} تطيعونهم {وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} أي أعداء، حال {بِئْسَ للظالمين بَدَلاً} إبليس وذرّيته في إطاعتهم بدل إطاعة الله.

.تفسير الآية رقم (51):

{مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51)}
{مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ} أي إبليس وذرّيته {خَلْقَ السموات والأرض وَلاَ خَلْقَ أَنفُسِهِمْ} أي لم أُحْضِر بعضهم خلق بعض {وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين} الشياطين {عَضُداً} أعواناً في الخلق، فكيف تطيعونهم؟.

.تفسير الآية رقم (52):

{وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52)}
{وَيَوْمَ} منصوب بـ (اذْكُرْ) {يَقُولُ} بالياء والنون {نَادُواْ شُرَكَائِىَ} الأوثان {الذين زَعَمْتُمْ} ليشفعوا لكم بزعمكم {فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ} لم يجيبوهم {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُم} بين الأوثان وعابديها {مَّوْبِقاً} وادياً من أودية جهنم يهلكون فيه جميعاً، وهو من (وَبَقَ) بالفتح: (هَلَكَ).

.تفسير الآية رقم (53):

{وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53)}
{ورءالمجرمون النار فَظَنُّواْ} أي أيقنوا {أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا} أي واقعون فيها {وَلَمْ يَجِدُواْ عَنْهَا مَصْرِفًا} معدلاً.

.تفسير الآية رقم (54):

{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآَنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54)}
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا} بيّنّا {فِي هذا القرءان لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ} صفة لمحذوف أي مثلاًمن جنس كل مثل ليتعظوا {وَكَانَ الإنسان} أي الكافر {أَكْثَرَ شَئ جَدَلاً} خصومة في الباطل، وهو تمييز منقول من اسم (كان)، المعنى: وكان جدل الإِنسان أكثر شيء فيه.

.تفسير الآية رقم (55):

{وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55)}
{وَمَا مَنَعَ الناس} أي كفار مكة {أَن يُؤْمِنُواْ} مفعول ثان {إِذْ جَآءَهُمُ الهدى} القرآن {وَيَسْتَغْفِرُواْ رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الاولين} فاعل أي سنتنا فيهم وهي الإِهلاك المقدّر عليهم {أَوْ يَأْتِيَهُمُ العذاب قُبُلاً} مقابلة وعياناً وهو القتل يوم بدر. وفي قراءة بضمتين جمع (قبيل) أي أنواعاً.

.تفسير الآية رقم (56):

{وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56)}
{وَمَا نُرْسِلُ المرسلين إِلاَّ مُبَشِّرِينَ} للمؤمنين {وَمُنذِرِينَ} مخوّفين للكافرين {ويجادل الذين كَفَرُواْ بالباطل} بقولهم: {أَبَعَثَ اللهُ بَشَرَاً رَّسُولاً} [17: 93-94]؟ ونحوه {لِيُدْحِضُواْ بِهِ} ليبطلوا بجدالهم {الحق} القرآن {واتخذوا ءاياتى} أي القرآن {وَمَآ أُنْذِرُواْ} به من النار {هُزُواً} سخرية.

.تفسير الآية رقم (57):

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)}
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بئايات رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِىَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ} ما عمل من الكفر والمعاصي {إِنَّا جَعَلْنَا على قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً} أغطية {أَن يَفْقَهُوهُ} أي أن يفهموا القرآن أي فلا يفهمونه {وَفي ءَاذَانِهِم وَقْراً} ثقلاً، فلا يسمعونه {وَإِن تَدْعُهُمْ إلى الهدى فَلَنْ يَهْتَدُواْ إِذاً} أي بالجعل المذكور {أَبَدًا}.

.تفسير الآية رقم (58):

{وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا (58)}
{وَرَبُّكَ الغفور ذُو الرحمة لَوْ يُؤَاخِذُهُم} في الدنيا {بِمَا كَسَبُواْ لَعَجَّلَ لَهُمُ العذاب} فيها {بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ} وهو يوم القيامة {لَّن يَجِدُواْ مِن دُونِهِ مَوْئِلاً} ملجأ.

.تفسير الآية رقم (59):

{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)}
{وَتِلْكَ القرى} أي أهلها كعاد وثمود وغيرهما {أهلكناهم لَمَّا ظَلَمُواْ} كفروا {وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم} لإِهلاكهم. وفي قراءة بفتح الميم أي لهلاكهم {مَّوْعِدًا}.

.تفسير الآية رقم (60):

{وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)}
{وَ} اذكر {إِذْ قَالَ موسى} هو ابن عمران {لفتاه} يوشع بن نون كان يتبعه ويخدمه ويأخذ منه العلم {لاَ أَبْرَحُ} لا أزال أسير {حتى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البحرين} ملتقى بحر الروم وبحر فارس مما يلي المشرق: أي المكان الجامع لذلك {أَوْ أَمْضِىَ حُقُباً} دهراً طويلاً في بلوغه إن بعُدَ.

.تفسير الآية رقم (61):

{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)}
{فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا} بين البحرين {نَسِيَا حُوتَهُمَا} نسي يوشع حَمْلَه عند الرحيل، ونسي موسى تذكيره {فاتخذ} الحوت {سَبِيلَهُ فِي البحر} أي جعله بجعل الله {سَرَباً} أي مثل السرب وهو الشق الطويل لا نفاذ له، وذلك أن الله تعالى أمسك عن الحوت جري الماء فانجاب عنه فبقي كالكوَّة لم يلتئم وجَمَدَ ما تحته منه.

.تفسير الآية رقم (62):

{فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62)}
{فَلَمَّا جَاوَزَا} ذلك المكان بالسير إلى وقت الغداء من ثاني يوم {قَالَ} موسى {لفتاه ءَاتِنَا غَدَاءَنَا} هو ما يؤكل أول النهار {لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هذا نَصَباً} تعباً، وحصوله بعد المجاوزة.